Friday, October 31, 2008

فى يوم الصبح

زى كل يوم الصبح... بصحي على منبه الموبايل وتحديداً على صوت فيروز أغنية ( يا أنا) وده لأنى من النوع اللى مؤمن إن أول حاجة بتصحي عليها ممكن يبقي ليها بشكل ما تأثير على مزاجكك طول اليوم, لو صحيت مثلاً على موسيقي مزعجة هاتفضل طول اليوم منزعج بس مش هاتبقي عارف إيه السبب
و لو حد صحاك بطريقة رخمة او زعقلك او خضك هاتفضل طول اليوم مأريف... طبعا دى مسالة نسيبة جداً ممكن يكون فيه أسباب تانية بس ده بشكل عام غير إن دى وجهة نظرى اللى ممكن متكونش ليها أى علاقة بيك

بالنسبالي مفيش أحسن من صوت فيروز أصحي عليه وخصوصاً إنها حاجة صعب إني أزهق منها حتى لو صحيت عليها كل يوم! وبمجرد سماعي لكلمات الاغنية :"يا أنا يا أنا أنا وياك صرنا القصص الغربية... يا أنا يا أنا أنا وياك وانسرقت مكاتيبي وعرفوا إنك حبيبي "بصحي على طول, ومش بس كده بصحي كمان فى مود رايق تماماً وبنسي إنى قايمة للجهاد الاعظم وهو الشغل (الكفيل انه يعكنن على مزاج أى حد) للأسف

ببدأ الطقوس اليومية بتاعتي لغاية لما بجهز وقبل ما أمشي بحط ميا للقطة اللى بايتة على الباب (قطة صغيرة عايشة فى سلم العمارة او تقدر تقول قدام بابا بيتنا) وده لأنها إستحاله تسبيني أنزل من غير ما ترخم عليا وتتمسح فيا وتبصلي فا لازم أحطلها الميا عشان تروح تشرب وأعرف أنزل منها

ع السلم بفتكر دايماً لما كنت صغيرة ونازلة رايحة المدرسة, كنت بنزل بتنطط عليه وكنت بحب انزل بسرعة وأجى عند اخر سلمة وأنط وأسمع صوت الكتب وهى بتتهبد فى الشنطة مع كل نطة, وكنت ببقي معلقة الزمزامية فى كتفي, ولما بنط تخبطني وكانت توجعنى اوى وأضحك على نفسي وأكرر النطة تاني فى السلم اللى بعده, وبرضه أتخبط تاني وأضحك تاني بصوت أعلي وأفضل كده لغاية لما أوصل لحد باب العمارة الحديد, واخد نفس طويل إنى وصلت للنهاية كأنى كنت فى سباق وكسبت... كل ده بيجي فى بالي على كل سلمة وأنا نازلة وابتسم وأنا بفتكر الأيام دي... بقول فى نفسي واحنا أطفال كنا قد ايه عندنا قدرة غريبة على الاستمتاع بكل لحظة, قدرة تخلينا إزاى نحس بالحرية والإنطلاق والسعادة بمنتهي العفوية والتلقائية و بابسط الطرق وفى ابسط الحالات وفى نفس الوقت احنا دلوقتي أعجز من ان احنا نعيش لحظة حلوة بالحرية دى والعفوية دي إلا لازم نفكر فى ألف حاجة قبلها ونعمل حساب ألف حاجة غيرها

ببدا أفوق من كل الذكريات دى والتفكير ده أول ما بخرج للشارع وأسمع كلاكس العربيات وأشوف هرولة الناس وجرى الأطفال على المدارس والزحمة والمرور... كل حاجة بتمشي بسرعة كله بيتحرك بشكل واحد كأنها تروس والات كلها ماشية وعارفة سكتها, نظرات وعيون ووشوش منها العابس ومنها الغاضب ومنها اللى مش فايق ومصحاش ومنها المتحفز ومنها المستعد ومنها اللى بيعاكس!! ع الصبح كده يا معفن

وبنات ثانوي لابسة القميص البمبي والجيبة الزرقة (الزي المدرسي بتاعي فى الثانوى) رايحة المدرسة, أول ما بشوفهم بفتكر على طول لما كنت زيهم من 5 سنين... معقولة عدت خمس سنين لما كنت فى ثانوي وبسئل نفسي إزاى يفضلوا لغايه الوقت ده فى الشارع والساعة داخله على 8 ونص ولسه مش فى المدرسة ده أنا كنت من الساعة 7 بكون موجودة عشان ألحق الطابور, هما مش بيحضروا الطابور؟؟؟بكمل مشي

بعدها ألاقي شباب وبنات شايلين كتب وكشاكيل أقول دول أكيد رايحين الجامعة, برضه أقعد أفتكر لما كنت لسه زيهم فى الجامعة كنت ببقي رايحة بدرى عشان ألحق أقابل جروب البنات صحابي نلحق نقعد مع بعض شوية قبل المحاضرة ما تبدأ وأفتكر قد إيه كنا متعلقين ببعض وبنتقابل كل يوم وبنتكلم فى كل حاجة وبنذاكر وبنصور الورق مع بعض.. قد إيه وحشونى, بجد بحس وقتها انى نفسي نتقابل زى زمان, زمان اللى ماكنش فيه حاجة وخدانا من بعضنا ماكنتش فيه حاجة تمنعنا من احنا نتقابل, دلوقتي مش عارفة ايه اللى حصل, بفتكر دايما فى الوقت ده جملة أميرة قاسم كانت كتباها قبل كده رسالة شخصية عندها على الماسنجر " هانضيع اوى ونتعب اوى لو مرة حسينا بحنين ولاقينا صعب نلاقي بعض" اتمنى ان احنا مانضعش من بعض, وبرضه فى الآخر مصدقتش أنى خلصت الجامعة بقالي سنة! بكمل مشي وبقابل ناس تانية منهم العمال ومنهم الموظفين

الناس اللى كنت ببصلهم زمان نظرة عطف وإنهم شقيانين, دلوقتي بحس إنى بقيت منهم, دول اللي كنت بشوفهم وأنا صغيرة وأقول هما إزاى بيروحوا الشغل كده كل يوم, إزاى بيجروا ورا الأتوبيسات عشان يركبوا كده, إيه اللى جابرهم للبهدلة دى, ولا هما للدرجة دي بيحبوا شغلهم, طيب لما هما بيحبوا شغلهم كده أمال احنا مش بنحب المدرسة زيهم ليه, عرفت دلوقتي هما كانوا بيجروا ليه وبيتبهدلوا ليه, وإنه ماكنش حب قد ماهو إلتزام ومسؤلية, وإن الواحد فى عز ماهو تعبان ومرهق ومش قادر يتحرك برضه بينزل الشغل لحسابات كتير, لعدد أيام أجازته اللى ماتسمحش, للمرتب اللى ممكن يتخصم منه, للكلمة اللى ملهاش لازمة ممكن يسمعها من رئيسه, لميعاد الإمضا قبل ما يتاخد عليه تأخير, وبشكل ما بنتحول لتروس فى آلة, اللى بنبات فيه بنصبح فيه, وفى عز كل ده وفى عزالزحمة تلاقي ناس برضه بتعافر وبتحاول, اللى ينفخ زهق واللى يضرب كف على كف, واللى يزق عشان يلحق يركب, واللى يخدها جرى ورا ميني باص, كل ده وأنا ماشية ببص عليه وبفكر فيه

فى نص كل التفكير ده كنت ماشية فى شارع يطلعني على شارع الهرم .. عشان أعدي واطلع على شارع فيصل أركب أى حاجة رايحة دقي مكان شغلي... وفجأة وانا ماشية لاقيت واحد جي من بعيد بيبصلي أوى, بيبصلي بإستغرب ودهشة, انا معرفتش أعمل إيه بصيت بعيد ووديت عيني فى إتجاه مختلف عنه, لاقيته بيقرب ناحيتي أكتر, اضطريت أبص تانى والمرة دى لاقيت ملامحه متغيرة ومخضوضة ولاقيته بيجري عليا وبيقولي حاسبي
!!!!!

يتبع ....

12 comments:

saloma said...

رغم انى كل اللى فاكراه من المدرسة انى كنت بحبها اوى... بس اسلوب الحكى جميل اوى خلانى اتخيلك و انتى بتنطى على السلم..

و اكتر حتة عجبتنى انك مانستيش لما كنّا بنروح قبل المحاضرة عشان نقعد مع بعض :))

mohamed said...

ايه شغل المسلسلات العربي دا ..
يتبع مين بقى إن شاء الله

بس تعرفي رجعتيني لايام وناس ووشوش أنا أصلاً مكنتش نسيها
ما انتي عرفاني مش بنسى حاجة ومش بنسى حد

حتى عوجة الرصيف والحجارة اللي كنت بنط عليها وانا بعدي الشارع
:)

Anonymous said...

انتي بصراحة بتفكريني باغنية خدني الحنين لمحمد فؤاد
اد ايه كانت دماغنا رايقة وكان الطموح فيها خالي من امراض الحياة العملية المبنية على الاسافين وعصافير المديرين ونظرية كبش الفدا اللى ماشية اليومين دول

ودلوقتي بقى ممكن تسمعى يا هل ترى الايام هتعود وطبعا فيروز اساسي وبالذات انا لحبيبي

عموما انا مش هقولك ان الاسلوب كويس زي الباقيين بس هقولك متتأخريش في كتابة المواضيع تاني علشان الموضوع اللى فات (مجرد ملل) جالي حالة ملل بسبب انه متغيرش لمدة كبيرة

عايزين نعرف الاخ اللى كان بيحلم وهو ماشي شاف ايه جاي وراكي علشان يقول حاسب بالشكل ده

مع ان محدش بيستغرب اليومين دول وبعدين بيقول حاسب يعني دايما بيقول حاسب في نفس اللحظة اللى بيستغرب فيها

مش بيحصل حوار تبصيله ويبصلك وتشربوا شاي وبعدين يقول حاسب

سيبك منه ده شخص مبالغ فيه

إبـراهيم ... said...

واااااااو

مش الجميل بس شكل يومك ورسمك للتفاصيل، الأجمل يمكن طريقة تعبيرك عن ده كللله

حقيقي حلوة قوووي
.
.
وجميـل إن الواحد يبدأ بيه الصباح، وبعد ده كله يكتشف إن لسه فيه "حد" اسمه أميرة قاسم كان يعرفه
.
.
تحياتي لكِ ولـهـا ....


وللطيبين

إبـراهيم ... said...

وبعدين ؟؟؟؟

Hanan Mohammed said...

دينا يا حبيبتي
انتي عارفه لو كنتي ماشيه مركزه في حاجه واحده بس وفي الطريق اللي انتي بتعديه مكنش الراجل بصلك ولا قرب عليكي ولا كان اللي حصل حصل !!!
بس بردوا مايمنعش ان انتي فكرتيني كمان بايام المدرسه علي الرغم اني مكنتش بحبها

Anonymous said...

يابنتي كمليها بقى ابوس ايدك
اتشليت
هههههههههههههههه

Anonymous said...

ايوه يعني ها وبعدين؟؟؟

Anonymous said...

انا مروة يادندش
معلش مكسله ادخل افتح البلوج بتاعي واعلق بس بجد الموووووووضوع حلو اوووووووووي
بجد يادينا اد ايه اسلوبك وكلماتك مميزة لدرجه اني وسط السطور اللي بتحكي فيها وانتي نازله على السلم ايام المدرسة شفت ضحكتك اللي كنتي بتوصفيها وسمعت صوت الكتب
وحطتيتي ايدك على الجرح مش عارفين نستمتع بحياتنا؟
انا بردوا السلم بتاع بتنا ليه ذكريات فيه كتير حلوة كدا زي زكرياتك
كنت داايما بنزله جري بس مش لاني فرحانه لاني سمح الله رايحه المدرسه لاء ابدا لاني دايما ببقى متاخرة
وكنت بعيش حياتي كلها على السلم يعني بكمل لبسي على الباب واقعد ادور على الجزمة وعلى شارب وافتكر بعد مانزل اني نسيت الشنطه عمرك شفتي حد بينسى الشنطه وبعد مانزل وخلاص هخرج من باب العمارة اكتشف انها خفيفه فافتحها مالاقيش فيها الكتب طبعا كنت بطلع تاني بس مش علشان اخد الكتب ههههههه ايوا طبعا يادينا علشان السنتدوتشات امال اجوع انا بقى ولا ايه0
المهم بعد كل دا ماما بتجيني قبل ماتروح الشغل في الحصه التانيه دتيني المصرووف او تبعته مع الداده لاني ببقى نسيته هو كمان
ماعرفش كنت بنساه زاي دا بس
يالا طولت عليكي معلش بقى بس انتي السبب انتي اللي رجعتني للايام دي
نسيت احكيلك مرة حاولت مرة اروح بدري المدرسه استنيت لما ماما نامت ولبست اللبس ونمت بيه ماما صحيت قبلي طبعا اتروقت اكيد منها واتاخرت بردوا عقبال ماكواتلي مريله جديده
:D
ايه الرغي دا كله مش ممكن

حزيــــــــــــــــــن said...

اشكرك أعدتى الى ذكريات لا انساها

Unknown said...

منتظرين الباقى
بوست هايل جدا :)

أحلى حياة said...

بوست عسول اوي
وطريقة السرد راااااااااااااااااااائعة ما شاء الله، عسوله اوي بجد
:D
بس فين الباقي دا كله؟ ايه اللي حصل بعد كده؟؟؟ دا بقاله كتير اوي!!!
ولا كانت بعته :D:D

تحياتي ليكي ياجميله :)))